.النجاح في التصدي لظاهرة التوطين رهين رغبة دول الجوار في الحيلولة دون تحول تونس لمصب للمهاجرين
حول جريمة توطين الافارقة في تونس قال الباحث غفران الحسايني ان قضية الهجرة من جنوب الصحراء إلى تونس هي اختبار حقيقي لعقل الدولة ومدى وعيها بخطورة الأمر واستشرافها لمستقبل شعبها وحكمتها في التعامل معه بذكاء وهدوء واحترام للإنسان ووعي أيضا بأن هجرات بهذه الكثافة هي قضية قومية وليست ظرفية عابرة.
فاخطر ما تعيشه الشعوب في أرضها هو التغيير الديمغرافي الذي قد يطرأ عليها مع مرور الزمن وما قد يخلقه ظهور جسم ديمغرافي غير أصيل في أرضها يبدأ أقلية ثم يتحول إلى فاعل إجتماعي واقتصادي وسياسي وحقوقي مع مرور الزمن ويفرض نفسه بعد جيلين على الأكثر في ذلك البلد بقوة الحضور الفعلي والقانون الدولي…
لقد كانت أكبر مشاكل ماليزيا هو الهجرات الصينية إلى جزرها على مدى عقود حتى استيقظ الماليزيون الأصليون على جسم ديمغرافي كبير يمتلك اليد العاملة والتجارة والأسواق وأحياء بأكملها تتكلم الصينية وترفض الاندماج في ماليزيا حتى جاء مهاتير محمد . هونكونغ كانت قرية معزولة لسكان أصليين أقصى جنوب شرق الصين ..وفي عام 1949 مع الحرب الأهلية في الصين كانت الهجرات الصينية كثيفة هربا من الحرب فأصبحت بعدها هونكونغ تتبع الصين بفعل الوجود الديمغرافي والاقتصادي.. ولها حكم ذاتي معزز مع النظام الرسمي في بيكين..
ما تؤكده بعض الدراسات الاستراتيجية أن أحد أسباب رفض الكيان الصهيوني لحل الدولتين هو تحذيرات مراكز البحوث الصهيونية من ميلان الكفة الديمغرافية لصالح الوجود الفلسطيني على حساب الوجود اليهودي..لاسيما وان أحد خطط الاستيطان اليهودي في القدس لتهويد المدينة هو الغلبة الديمغرافية على الوجود العربي بالقانون الدولي…
الجدير بالذكر وان السلطة السياسية في الدولة جددت رفضها للتوطين لكن نجاح التصدي لهذه الكارثة يبقى رهين توفر رغبة دول الجوار في الحيلولة دون تحويل تونس لمصب للمهاجرين الغير نظاميين.خاصة وان جحافل المهاجرين الافارقة يدخلون لتونس عبر الجزائر وليبيا.