-
استقرار ليبيا يجنب المنطقة حريقا كبيرا
لأول مرة منذ أندلاع الأزمة الليبية بعد أنقلاب تنظيم الأخوان المسلمين على نتائج الأنتخابات في 2014يتفق طرفا النزاع على تسوية سياسية أهم عناصرها الوقف الفوري لإطلاق النار و تفكيك الميليشيات وأنهاء التواجد الأجنبي في كامل ليبيا والأتفاق على أن تكون سرت عاصمة مؤقتة والبدء في توحيد المؤسسات الليبية وتشكيل مجلس رئاسي جديد.
هذا الاتفاق لم يكن نتيجة لقاء مباشر بين عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي السلطة الوحيدة المنتخبة في ليبيا وفائز السراج المدعوم دوليا بل كان نتيجة ضغوط دولية من الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية و مصر و الجزائر دفعت رأسي الصراع إلى الأتفاق في بيانين مستقلين قدما نفس الرؤية والأتجاه و هو ما سيقطع الطريق على أردوغان و ينهي أطماعه الأستعمار ية و يستبق سيناريو تحويل ليبيا إلى صومال شمال أفريقيا و أندلاع الحريق في بلدان الجوار بما فيها فرنسا و إيطاليا و مالطا.
هذا الاتفاق لقي ترحيبا من الامم المتحدة ومن الليبين في الشرق والغرب ومن ألمانيا التي سبق أن قدمت مبادرة لتسوية سياسية و من مصر التي قدمت مبادرة أيضا لنزع السلاح والواضح ان هذه التسوية المفاجئة جاءت بعد تقارير دولية متطابقة حول العدد الحقيقي للمرتزقة وكميات السلاح التي نقلها أردوغان الذي يحلم بلي ذراع أوروبا و خاصة فرنسا ليس في ليبيا فقط بل في أفريقيا بتمويل سخي من أمارة قطر و يبدو ان الذي سرّع بسلام الشجعان كما سمته المبعوثة الأممية بالنيابة إلى ليبيا هو الأنقلاب الذي حدث في مالي و الذي يبدو أن وراءه تمويل قطري.
و هذه التطورات في ليبيا تعني أنهاء دور حفتر الذي تعترض عليه الكثير من القوى الليبية وتستخدم ورقته لتخويف الليبين من عودة الحكم العسكري كما يثير حساسية كبيرة لدى أنصار النظام الجماهيري الذين يعتبرون حفتر خائنا ويرفضون التواصل معه وسيمهد هذا الأتفاق إلى منح المبادرة للمستشار عقيلة صالح مع تحجيم دور السراج المحسوب على تركيا و قطر و الإخوان المسلمين وأنهاء دور حفتر وتهيئة الظروف لأنتخابات رئاسية وتشريعية لفرض الأستقرار في ليبيا فهل تخرج ليبيا من عشر سنوات من الفوضى و تستيعد أستقرار ها وهو ما سيجنب المنطقة حريقا كبيرا.