
تونس -أونيفار نيوز-أشار اليوم عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاھري بوضوح إلى أن قرار تعليق المفاوضات الخاصة بمطالب قطاع النقل البري بين الحكومة و المنظمة النقابية قد وقع اتخاذه في قصر قرطاج.
ھذه الإشارة لا يمكن عزلھا عن إشارات أخرى لفتت الانتباه في مطلع ھذا الأسبوع. يمكن التوقف ھنا عند ” دخول الأمين العام نورالدين الطبوبي في عطلة تمتد على كامل شھر أوت ” . عطلة لا يمكن مناقشتھا من حيث المبدأ لانه من حق ” كبير الشغالين” أن يتمتع بعطلة و لكن توقيتھا و تزامنھا مع عودة الحركة المطلبية لعدد من النقابات و خاصة ” التفاعل السلبي ” للحكومة مع ھذھ الحركة و خاصة بعد علامة ” الشخص غير المرغوب فيه ” التي أرسلتها جھة صفاقس بمناسبة ذكرى 5 أوت 1947 تدعو للاعتقاد ان نورالدين الطبوبي انتقل من مرحلة ” النضال الصامت ” إلى مرحلة ” الكرسي الشاغر ” و ھو ما جعل مولدي الجندوبي ، و ھو من الأعضاء الوازنين في المكتب التنفيذي، يصف ” عطلة الأمين العام ” بأنھا ” ھروب من المواجھة ” ترقى إلى ” درجة الخيانة ” .
واضح أن فصل الصيف لم يقلص من حدة التوتر بين السلطة السياسية و قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل بل زادھا حدة و حرارة خاصة و أن بعض القراءات تعيد التذكير بأن المركزية النقابية لا تدافع عن مصالح العمال فقط بل تنزل تحركاتھا ضمن محاولة استعادة دور سياسي طالما لعبه الاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه و كان حاضرا بقوة من موفى سنة 2010 حتى جويلية 2022. وضعية الصراعات الداخلية و أيضا تقلص شعبية الاتحاد العام التونسي بسبب إفراطه في تقدير دوره و في استعمال سلاح الإضراب جعله ” يخسر بالنقاط ” جولة اضرابات شھر أوت و يقرر تعليق اضراب قطاع النقل الذي كان مقررا ليومي 8 و 9 أوت الجاري .
لكن ھل ستعود الأزمة إلى منطق ” المواجھة الصامتة ” التي طغت في الأشھر الماضية أم أن السلطة السياسية ستقطع خطوة أخرى و شعرة معاوية من خلال ممارسة ضغط أقوى على قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل يمكن أن تؤدي إلى استبعاد بعض رموزه كشرط لعودة الحوار أم ستعمل على ” شطب ” كل دور للمنظمة النقابية انسجاما مع رؤية رئيسھا الرافض للأجسام و الھياكل الوسيطة .
و ھل تستطيع السلطة ، التي تواجھ وضعا داخليا و اقليميا لا يخلو من علامات التوتر و الغموض ، الدخول في مواجھة صريحة يوظف فيھا سلاح القضاء مع قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل. اسئلة لن تتأخر الأجوبة عنھا.