أونيفار نيوز – القسم السياسي – استعاد راشد الغنوشي في ٱخر ظهور له خطاب العنف الأخواني الذي هدد به التونسيين أكثر من مرة منذ ظهور النهضة في المشهد السياسي .
حرُض الغنوشي على التونسيين ودعا إلى رجم المساندين لما سماه “الانقلاب “بالحجارة وهو ضوء أخضر لأنصاره الذين تربوا على ثقافة المولوتوف والحرق والتخطيط للأنقلابات حتى تتحرر ما يسمونه في أدبياتهم ب”تحرير المبادرة “.
لم يكن الغنوشي في اجتماعه الأخير يتصور أن الدولة مازالت قادرة على فرض القانون وعلى وضع حد لِتَغُول نُفُوذه فهو الحاكم الفعلي للبلاد منذ أن أستقبل ب”أقبل البدر علينا “إلى أن تم يوم 25 جويلية وضع حد لنفوذه وهيمنته على الجهاز التنفيذي للدولة…
الغنوشي الذي قال أن السلفيين – القَتَلَة – “يُذَكِّرُونَه بشَبَابه” والذي قال أن “الجَيْش غَيْر مَضْمُون” والذي سمى الأمن بالطاغوت يقف اليوم كأي مواطن مدان بعد أن أعتقد طيلة عشرية كاملة أن لا أحد قادر على محاسبته ولا تتبعه في الجرائم التي يشتبه في تورطه فيها مثل التسفير وتبييض الأموال والأغتيالات .
لقد أنتهت الفُسْحَة وفي الحقيقة لم يكن راشد الغنوشي قَادِرًا على حكم تونس من وراء الستار من خلال الباجي قائد السبسي والحبيب الصيد ويوسف الشاهد و إلياس الفخفاخ وهشام المشيشي وقَبْلِهِم جميعا منصف المرزوقي لولا الهالة “الديمقراطية “التي أحاطه بها بعض “الديمقراطيين “واليساريين بل حتى بعض الدساترة منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي مثل محمد مزالي وأحمد القديدي وجبهة ما عرف ب18 أكتوبر وصولا إلى جبهة الخلاص .
ومن مفارقات التاريخ التونسي أن الغنوشي المُعَادي للدولة الوطنية والنظام الجمهوري والدولة المدنية وضعته الصُّدْفَة والعبث الثورجي على نفس الكرسي الذي جلس عليه بناة الدولة الوطنية مثل بورقيبة وجلولي فارس و الصادق المقدم و محمود المسعدي والحبيب بولعراس وهو الذي تربى على ثقافة العنف والتكفير ومعاداة الدولة والدعوة للخلافة !
إن إيقاف الغنوشي الذي صادف ليلة القدر بالذات… ويوم وصول فيصل المقداد وزير خارجية سوريا في زيارة رسمية إلى تونس ؛ ومهما كانت مآلات القضايا التي يشتبه في تورطه فيها ومهما كان قرار القضاء التونسي فإن هذا الإيقاف له دلالة رمزية بأن القَوْس الذي حكم فيه الغنوشي البلاد قد أنتهى بلا رِجْعَة وأن الدولة صامدة رغم كل أختراقات الأخوان وحقدهم على الدولة وبُنَاتِها وأستهانتهم بالقانون وترويجهم لِوَهْم الديمقراطية !
اونيفار نيوز