تونس – أونيفار نيوز تعددت في الأيام الأخيرة “المبادرات “للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سنوات في الحقيقة وليس بعد 25 جويلية فقط فمنذ سقوط النظام السابق وسردية ما سمي ب”الثورة “لم تخرج البلاد من أزمة إلا لتدخل أخرى بسبب ما أسس له 14جانفي من أقصاء لخيرة كفاءات البلاد بتهمة الضلوع في الفساد والأستبداد فكانت نتيجة هذا المسار وهذه السردية كارثية وهو ما تترجمه الأرقام والمؤشرات الأقتصادية .
ورغم أن معظم الذين بصدد تقديم “المبادرات “لا يملكون أي رصيد شعبي ورأس مالهم الوحيد الظهور الأعلامي إلا أنهم يصرون على لعب دور في هذه الأزمة التي كانوا طرفا أساسيا فيها ولم يفهموا رسالة الشعب التونسي يوم 17ديسمبر الذي قاطع الانتخابات وظهر غير معني بها بعد خيبة الأمل والأحباط الذي تسببت فيه “الثورة “!
فالذين يحاولون اليوم أحياء ذكرى “الثورة “في الوقت الذي يترحم فيه عدد كبير من التونسيين على سنوات بن علي خاصة في مستوى المقدرة الشرائية وتماسك الدولة والخدمات لم يفهموا أن الشارع مل وجوههم ولم يعد يصدق حديثهم بأسمه طول الوقت في حين أن كل أستطلاعات الرأي فضحت “شعبيتهم “المزيفة ولم يبق من القوى السياسية القادرة على تحريك الشارع إلا قطبين فقط وهما النهضة والدستوري الحر وهذه حقيقة ليست جديدة فتاريخ تونس منذ القرن الثامن عشر يشهد على وجود مكونين رئيسين التيار الإصلاحي الحداثي الذي بلوره وطوره فيما بعد الحزب الدستوري وخاصة جناح الحبيب بورقيبة ورفاقه والتيار المحافظ الذي كان يمثله جامع الزيتونة والغرانطة وفيما بعد الجماعة الأسلامية وصولا إلى حركة النهضة التي وجدت في هذا التيار الأرضية التي أستفادت منها ووظفتها في صراعها مع السلطة إلى حين صعودها إلى الحكم .
فالذين يقدموا المبادرات اليوم من الأحزاب السياسية عليهم أن يفهموا أن قوس 14جانفي أغلق شعبيا !