تونس -اونيفار نيوز-مرت قبل يوم الذكرى الحادية والعشرين بعد المائة لولادة الزعيم الحبيب بورقيبة الذي مازال بعد حوالي أربعين عاما من مغادرته الحكم وحوالي ربع قرن من وفاته يثير الجدل في الشارع التونسي بين الذين يشيطنونه ويتهمونه بالعمالة والفرنكفونية بل الماسونية والذين يرونه زعيما مصلحا أخلص لبلاده وسعى لتطويرها عبر التعليم والصحة وخلق الثروة والطبقة الوسطى والسكن الأجتماعي والجلاء الزراعي واتباع سياسة عدم الانحياز تراعي مصالح تونس .
قطعا لم يكن بورقيبة ملاكا فقد ارتكب أخطاء كما لم يكن الوحيد الذي حقق الاستقلال وبناء الدولة فقد كان معه رجال بررة من خيرة كفاءات تونس لكن تفوق بورقيبة على مجايليه تمثل أساسا في أنه لم يكن مجرد زعيم سياسي عانى السجن والمنفى من أجل استقلال بلاده بل كان ” مفكرا ” وصاحب مشروع ورؤية وقد فهم مبكرا أن الشعوب العربية تعاني من سطوة الخرافة والفكر الغيبي واستعباد المرأة فأسس لثورة ثقافية واجتماعية راهنت على المادة الشخمة للتونسيين كما يقول غيرت الانسان التونسي عبر مجلة الأحوال الشخصية والتنظيم العائلي وحل الأحباس بل سن قانونا لتغيير الالقاب القبيحة وكانت الإذاعة تنتج أغان تحث على الاهتمام بالهندام والاناقة ونشر التعليم واجباريته بالتوازي مع برامج نحو الأمية .
لقد غير بورقيبة الإنسان التونسي وحول بلاده ذات الرقعة الصغيرة إلى نقطة ضوء في محيطها العربي والأسلامي والمتوسطي .
لذلك فإن بورقيبة وٱن رحل جسدا إلا أنه باق في الأفكار الاصلاحية التي زرعها في المخيال التونسي والتي يصعب أن تمحى أو تنسى فهي حصن النظام الجمهوري وحداثة المجتمع.