تونس – اونيفار نيوز مرت امس الذكرى الثالثة عشرة لحادثة وفاة طارق البوعزيزي شهر محمد محترقا في صمت وبتجاهل شعبي ملحوظ يترجم حالة اليأس والإحباط التي اغرقت الشارع التونسي الذي صدق جزء كبير منه شعارات ” الثورة ” من تشغيل وحرية وكرامة ليتبين فيما بعد ان ما حدث وإن كان في البداية عفويا إلا إنه تم استثماره وتسويقه إعلاميا على انه ثورة ليس لإسقاط النظام فقط بل لإسقاط الدولة وتسليمها للإخوان الذين تحالفوا مع ” الديمقراطيين ” وجعلوا منهم واجهة لنشر الإرهاب وتوريط تونس في سوريا وتحويلها إلى قندهار جديدة لولا اجهزة الدولة الصلبة ونضال القوى التقدمية رغم نجاح حركة النهضة في اختراق عديد المؤسسات التي مازالت تعاني من ٱثار العشرية السوداء.
وفي ذكرى انطلاق ” الثورة ” لابد من التذكير إن حركة النهضة لم تحكم لوحدها ولم تكن لتنجح في تدمير البلاد وأقترابها من الإفلاس لو لا حلفائها من منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر والباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد ووبقية الاحزاب والمنظمات التي حكمت معها بصيغ مختلفة مثل حركة الشعب والتيار الديمقراطي و الاتحاد العام التونسي للشغل وكل الذين اعتبروا النهضة حركة ديمقراطية وتغاضوا عن كل جرائمها وحقيقتها كفرع الإخوان المسلمين .
لقد كانت الثلاثة عشرة عاما الاخيرة الاكثر عذابا للتونسيين في حياتهم اليومية والطوابير التي نراها اليوم من أجل المواد الاساسية ليست إلا النتيجة الطبيعية لحكم النهضة والثورجيين التي دمرت الفلاحة وعبثت بمسالك التوزيع وشجعت التهريب والاقتصاد الموازي .
لقد صمدت الدولة بمعجزة فمعاول الهدم والتخريب كانت اكبر من الخيال .
حمى الله تونس وشعبها .