تونس – اونيفار نيوز تنتعش في رمضان ثقافة “العربون “مرة بأسم “التكريم “وأخرى بأسم “إعادة التوزيع “أو “القراءة الجديدة “او “تهذيب التراث “ولكن كل هذه المصطلحات ليست إلا تحايلا على الحقيقة فهي ليست أكثر من تمعش من الموتى في مجال الموسيقى فلم يسلم أحد من التونسيين ولا العرب وأحيانا حتى الأوروبيين مثل جاك برال وأديت بياف .
وإذا أقتصر الأمر على طلبة المعهد العليا للموسيقى أو الهواة لباركنا الظاهرة لكنها تحولت إلى “مهنة “النجوم والأغرب أن مهرجانات عريقة مثل مهرجان المدينة تمنح شرف الأفتتاح لمن لا يملكون رصيدا فنيا خاصا مثل ألفة بن رمضان مثلا التي ستفتتح دورة هذا العام !
والغريب والعجيب أن هذه الثقافة انتشرت حتى بين الأكاديميين الذين كنا ننتظر منهم تطوير الموسيقى التونسية والاستلهام منها فلجأوا إلى السهل وعادوا إلى التراث الشعبي الذي كان أغلبهم “يحتقرونه “ليقدموا أعمالا شعبية بأسم “إعادة القراءة “!
وفي الحقيقة من حق أي كان أن يغني من التراث خاصة الذي أصبح في الملكية المشتركة وسقطت حقوق تأليفه لكن على المهرجانات الممولة من المال العام أن تمتنع عن برمجة أعمال تكرر وتجتر التراث وان تمنح الفرصة للأعمال الجديدة تشجيعا للخلق والابتكار وهذا ما يجب أن يكون جوهر السياسة الثقافية في البلاد .
فكفى أجترارا أيها المطربون فالموتى لا يحتاجون من يعيد أغانيهم وألحانهم لأن أبداعهم خالد وبليغ حمدي وعبد الوهاب وصالح عبد الحي وسيد درويش وخميس ترنان ومحمد التريكي والهادي الجويني وغيرهم ليسوا في حاجة لكم !