تونس – اونيفار نيوز أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن مجموعة من النسب والارقام تتعلًق بالمشاركة في الانتخابات وقد لفت انتباهي الرقم المتعلًق بمشاركة الشباب وهو في الحقيقة رقم له دلالاته السلبية فيما يتعلًق بمستقبل فلم تتجاوز نسبة المقترعين من الفئة العمرية 18-35 الستة بالمائة وهي نسبة ضعيفة جدا لهذه الفئة الأكثر نشاطا في المجتمع التونسي .
فغياب الشباب عن المشاركة في الانتخابات يعني عدم اهتمام بالشان العام بعد ان اعتقدنا ان انتفاضة 17 ديسمبر التي أسقطت نظام بن علي كان وقودها وعنصرها الاساسي الشباب الذين رفعوا شعارات الكرامة والحريّة والتشغيل .فلا شيء اخطر على مستقبل الشعوب والمجتمعات من آستقالة الشباب وعدم مبالاتهم فبعد ان تمً استقطاب هذه الفئة العمرية سنوات حكم النهضة في جماعات ارهابية وتوجيهها إلى سوريا ك” يد عاملة ” للقتال مع داعش وجبهة النصرة وجند الشام وانصار الشريعة في تونس نجد هذه الفئة مستقيلة تماما اليوم من المشاركة في الشأن العام !
أن السياسة التي تعتمدها الدولة تجاه الشباب بقيت على حالها تقريبا منذ الستينات يضاف إلى انسداد الافق ومشاكل البطالة والانقطاع المدرسي وهو ما يتطلب مراجعة شاملة وجذرية لمنظومة دور الثقافة والشباب ومراكز الطفولة والمكتبات العمومية لان المسالة مترابطة بين كل هذه القطاعات من اجل تنشئة اجيال قادرة على المشاركة في الشأن العام مؤمنة بقيم الجمهورية والمواطنة والاختلاف فالشباب هم صمًام الامان للمجتمعات والشعوب وضعف المشاركة في الانتخابات هو رسالة على الحكومة ان تقرأها كما يجب .