تونس – اونيفار نيوز منذ تسعينات القرن الماضي في عهد بن علي رفعت وزارة التعليم العالي شعار “التعليم مدى الحياة “وفتح الباب لعودة الطلبة المنقطعين لكن وفق شروط محددة منها سقف زمني للأنقطاع كما نجحت نقابات التعليم في فرض فتح التكوين المستمر لعدد كبير من المربين لكن وفق شروط محددة أيضا بما جعل الأستفادة منه محدودة.
وبالتالي تحوّل” التعليم مدى الحياة “بسبب هذه ” الشروط ” مجرّد شعار للاستهلاك لا أكثر فالبيروقراطية الجامعية أفقدت هذا الشعار معناه .
اليوم تراجع عدد الطلبة في العلوم الأنسانية خاصة في الوقت الذي يرتفع فيه كل عدد المتقاعدين بالتوازي مع أرتفاع الأمل في الحياة وعدد كبير من المتقاعدين ممن أنهوا مسيرتهم المهنية وحتى من لم ينهيها يتساءل لماذا يحرم من العودة إلى الجامعة التي غادرها قبل سنوات لأسباب أو لأخرى فلماذا هذا الحرمان ؟
فكل جامعات العالم تفتح أبوابها لتسجيل الطلبة مع شرط وحيد وهو الحصول على البكالوريا وهو شرط لابد منه للحفاظ على حرمة الجامعة !
فلماذا لا تنسج الجامعات التونسية على منوال معظم جامعات أوروبا وأمريكا خاصة في مجال العلوم الأنسانية لتمكين الآلاف من تحقيق رغبة ذاتية وحلم لم يتمكنوا من تحقيقه زمن الشباب ويبقى متاحا يفترض حتى زمن الشيخوخة .
وهذا يجب أن لا يحتاج إلى شروط بأستثناء الحصول على البكالوريا وهكذا يتحول ” التعليم مدى الحياة ” إلى حقيقة وليس مجرّد شعار !