تونس – أونيفار نيوز اختارت المخرجة سوسن الجمني أن تختتم الجزء الثاني من مسلسلها ” فلوجة ” بفقرة من خطاب الزعيم الخالد الحبيب بورقيبة عن التعليم التي أستحضر فيها نصيحة والده بضرورة الدراسة والإصرار على التعليم حتى لا يكون حمارا يحمل ” البردعة ” حسب تعبيره !
هذه الفقرة لعلها الأقرب لتلخيص رؤية بورقيبة للأنسان التونسي الذي أراده متعلما حتى يملك ” ناصية ” العلم حسب عبارة بورقيبة للأنخراط في المستقبل والقطع مع الخرافات والأوهام والإيمان العميق بالعلم الذي يغير المجتمعات بعيدا عن الخرافة والتواكل .
اختيار ذكي من المخرجة أعاد الزعيم بورقيبة إلى الأضواء عشية الذكرى الرابعة والعشرين على رحيله وبعد حوالي أربعون عاما من مغادرة السلطة .
وخلال كل هذه السنوات من الغياب المادي ( الموت ) والسياسي ( الخروج من السلطة) ظلّ بورقيبة حيّا في ذاكرة التونسيين حتّى الذين عاشوا في عهده مرارة السجن والتعذيب من اليساريين خاصة الذين آمن أغلبهم به بأعتباره ” أبا ” ملهما وأعترفوا أنهم كانوا أبناء ” عاقين ” .
لقد آمن بورقيبة بالأنسان التونسي وأراد لشعبه أن ينسج على منوال الشعوب المتقدمة فراهن على المرأة والتعليم والصحة والطبقة الوسطى والسكن الأجتماعي وحوّل تونس في ظرف وجيز إلى نموذج في العالمين العربي والإسلامي ولعل ما بقي في تونس من إيجابيات تعود لزمنه واختياراته التي لم تقدر حركة النهضة الأخوانية وحلفائها من الثورجيين على محوها طيلة عشرية كاملة تحكمت فيها في مفاصل الدولة.
لم يكن بورقيبة ملاكا فقد كانت له أخطائه لكن ما يحسب له أكثر مما يحسب عليه خاصة في الخيارات الاستراتيجية الكبرى التي يحلم التونسيون بإستعادتها اليوم من أصلاح للتعليم ومنظومة الصحة العمومية والنقل العمومي والمؤسسات العمومية والطبقة الوسطى التي سحقت والمؤسسات والتشريعات الثقافية.
رحم الله الزعيم الخالد مهما أشتدت حملات الثورجيين ومن والاهم !