أونيفار الإثنين يكتبها نورالدين بالطيب ينطلق غدا مهرجان الأغنية التونسية الذي عاد العام الماضي بعد توقف ومع أحترامي للجهد الذي قامت به الهيئة المديرة في ظرف وجيز بعد أستقالة نبيهة كراولي المديرة السابقة للمهرجان فإنني أعتقد أن هذا المهرجان من المهرجانات الزائدة على النصاب وكان من المفروض أن تخصص ميزانيته للعناية بالمعاهد الجهوية للموسيقى التي يعاني بعضها من نقص الأطار التربوي ومن ضيق المقرات والعناية ايضا بنوادي الموسيقى في دور الثقافة .
فبعد تأسيس أيام قرطاج الموسيقية الأكثر أنفتاحا على ألوان الموسيقى لم يعد هناك مبرر لتواصل تنظيم مهرجان للأغنية لأن أيام قرطاج الموسيقية تتسع للأغنية فهي لون موسيقي ولا مبرر لتخصيص مهرجان لها .
إن الحديث عن مهرجان الأغنية يقودنا إلى الحديث عن أولويات وزارة الثقافة مرة أخرى فهناك فوضى في تنظيم المهرجانات الممولة بالكامل من الوزارة لابد أن يعاد فيها النظر لضمان الجدوى والنجاعة وحفظ المال العام .
فأولويات الوزارة في الوضع الأقتصادي الصعب الذي تمرّ به البلاد يجب أن تتجّه إلى البنية الأساسية من دور ثقافة ومعاهد موسيقى ومراكز فنون درامية ويجب أيضا أن تتوجّه إلى التشريعات والقوانين الأساسية .
فمنذ الستينات تعاني الوزارة من فقر تشريعي وشعارها المؤقت الذي يدوم وحان الوقت لتغيير العديد من القوانين التي لم تعد تتماشى مع هذه المرحلة لضمان حقوق المتدخلين في الشأن الثقافي مثل أجور العازفين مثلا في الأوركستر السمفوني التونسي أو لجان الخبراء في مختلف القطاعات المحرومون من حقوقهم المالية بسبب أعتراض مراقب المصاريف لغياب أطار تشريعي يضبط مقاييس التأجير .
هذه هي أولويات وزارة الثقافة اليوم .