تونس – اونيفار نيوز يحيي اليوم الأتحاد العام التونسي للشغل ذكرى أستشهاد الزعيم الوطني فرحات حشّاد في سياق ضعف غير مسبوق يعيشه الأتحاد الذي أصبحت علاقته مع السلطة في أسوأ حالاتها إذ لأول مرّة ومنذ أشهر يتوقّف التواصل بين قيادة الأتحاد من جهة ورئيس الجمهورية ومع الحكومة أيضا وحتى العلاقة مع البرلمان ليست على ما يرام مما وضع الأتحاد في وضع عزلة غير مسبوقة.
عزلة الأتحاد في الحقيقة في علاقته مع السلطة فقط بل مع الشّارع أيضا إذ أهتزت صورة الأتحاد في المخيال الشعبي للتونسيين الذين يحمّل عدد كبيرهم منهم الأتحاد مسؤولية أنهيار الاقتصاد وهروب المستثمرين ورغم أنّ الأتحاد برئ من كثير من التّهم إلا أنّ الأضرابات العشوائية وأساليب ” النضال النقابي ” الغريبة مثل حجب الأعداد والأمتناع عن أجراء الامتحانات في قطاع التعليم أفقد الأتحاد الحاضنة الشعبية ومصداقيته التاريخية وحرم تونس من قوة أجتماعية كانت شريكا في بناء الدولة والحفاظ على التوازن السياسي في البلاد .
لقد كان الأتحاد إلى حدود أنتخابات 2019 شريكا في الحكم بل ربما الطرف الأساسي في الترتيبات التي عرفتها البلاد خاصة في صيف 2013 ودوره في الحوار الوطني بل كانت الحكومات والتعيينات في مستوى المؤسسات العمومية وحتى في الولايات تتمّ بتزكية من قيادة الأتحاد بما في ذلك خطط قنصلية لكن اليوم الأتحاد في وضع جدا فلم يعد ” أكبر قوّة في البلاد ” وهو في أدنى مستوى من الشعبية للأسف !
قيادة الأتحاد وهي تحيي اليوم ذكرى حشّاد عليها أن تتذكر أنها ليست طرفا سياسيا وأن ما عبّر عنه الأمين العام الطبوبي في مناسبة سابقة من أصطفاف وراء أطراف سياسية معارضة كان خطأ كبيرا وأصطفافا غير مبرّر لأن بوصلة الأتحاد يجب أن تكون دائما الدفاع عن الشغّالين والوحدة الوطنية والانتصار للنظام الجمهوري.
فهل تراجع قيادة الأتحاد الكثير من المسلمات وتنظر للواقع كما هو وليس كما تتخيّله .
عاش الأتحاد العام التونسي للشغل مستقلا عن السلطة والمعارضة وخاصة عن الثورجيين !