تونس – اونيفار نيوز افتتح مهرجان قرطاج بعرض تراثي كما أفتتح مهرجان سوسة الدولي بعرض في نفس السياق تقريبا وبعض النظر عن أي تقييم فني للعرضين فإن الملاحظة التي أصبحت تتكرر في مهرجانات الصيف وكذلك مهرجانات رمضان هي تقديم أعمال قديمة سواء في الفن الشعبي أو حتى في الطرب والأنشاد الديني مرة بأسم التكريم وأخرى بأسم القراءة الجديدة !
وفي الحقيقة هذه الظاهرة الفريدة في تونس مقارنة بالعالم العربي ليست جديدة فمنذ 1991 و 1992 بعد عرضي النوبة والحضرة أصبحت هذه الظاهرة هي السمة الغالبة على المشهد الثقافي والمؤسف ان عددا من الباحثين في الموسيقى من الاكاديميين أنخرطوا فيها ووزارة الثقافة قدمت مليارات لعروض وأعمال فنية بلا أبداع بأسم “التكريم “و”تهذيب التراث “و”أحياء التراث “!
فهذه النوعية من الأعمال يفترض ان لا تدعمها وزارة الثقافة التي من المفروض أن تكون أولوياتها دعم التكوين الموسيقي بتوسيع شبكة المعاهد العمومية للموسيقى وتوفير المقرات اللائقة والأطار التربوي ودعم نوادي الموسيقى والفنون عموما في دور الثقافة ودعم شبكة المكتبات العمومية وتجهيزها فعدد من المكتبات العمومية ودور الثقافة تفتقر لدورة مياه لائقة ولتجهيزات التدفئة والتبريد .
هذه هي أولويات وزارة الثقافة اما عروض “العرابن “حتى وإن كانت من مستوى خمس نجوم فيفترض أن لا تمول من المال العام ومن أراد “التكريم “او “التهذيب “فليكن ذلك من ماله الخاص او من المستشهرين ويفترض أن تصدر توصية رسمية من وزارة الثقافة تمنع لجان الدعم في كل المستويات من دعم هذه النوعية من العروض كما تمنع هيئات المهرجانات من أقتناء هذه العروض إلا إذا كانت على شباك التذاكر .
فهذه هي الاولويات الحقيقية لوزارة الثقافة اليوم خاصة في بلاد تعيش أزمة أقتصادية خانقة .