تونس – أونيفار نيوز تعيش تونس منذ مساء السبت وإلى غاية نهاية الأسبوع على إيقاع الدورة الثالثة والثلاثين لأيّام قرطاج السينمائية التي لن تكون في العاصمة فقط بل في الجهات أيضا من خلال عروض سينما الطفل وفي السجون والأصلاحيات .
هذه الدورة كما الدورات التي سبقتها ستتخللها عديد الثغرات والنقائص و سترتفع أصوات النقد للمنظمين وهي أمر عادي ومحمود لكن قيمة مهرجان قرطاج السينمائي في رمزيته فهذا المهرجان تأسّس في منتصف الستينات كمنصّة لنشر ثقافة التحرّر الأجتماعي والسياسي ونافذة على سينما الجنوب في بدايات أستقلال البلاد وتواضع أمكانياتها المالية والتقنية وفي غياب أفلام تونسية أيضا وهي مفارقة تؤكد رهان الدولة حديثة العهد بالاستقلال وقتها على الثقافة ودورها في النهوض الأجتماعي .
ورغم الظروف الخاصة التي تعيشها البلاد من أزمات أمنية وسقوط شهداء وأرهاب وصل إلى شارع بورقيبة ومحمد الخامس وتزامن أحد العمليات الإرهابية(تفجير حافلة الأمن الرئاسي )في 2015مع أيام قرطاج السينمائية وقتها لم يغب هذا المهرجان ولم تنجح حركة النهضة المعادية للمشروع الثقافي في وأد المهرجان رغم تمكّنها من مفاصل الدولة .
إن هذا المهرجان هو روح تونس التي لن تموت مهما أشتدّ الظلام وسيبقى مهما كانت النقائص تعبيرا عن روح تونس الخالدة ؛تونس كما أرادها بناة الدولة الوطنية من الحبيب بورقيبة إلى الشاذلي القليبي والطيب المهيري وعلي بلهوان وقبلهم محمد علي الحامي والطاهر الحداد وسالم بوحاجب وحركة الشباب التونسي وفرحات حشّاد وغيرهم .
أن أيام قرطاج السينمائية هي روح تونس الخالدة التي كان قدرها دائما أن تضخّ دماء التحديث والإصلاح رغم كل ما فعله الثورجيون وتجّار الدين بها ستنهض من جديد لتواصل دورها الذي ورثته عن قرطاج درّة المتوسط .
فلتبقى شاشات السينما مضيئة في قرطاج التي لن تموت وإن خيّل لهم !