تونس – أونيفار نيوز نجحت تونس في “الفوز” بأتفاق مع خبراء صندوق النقد الدولي لأنعاش الخزينة بقرض جديد سيمكّن الحكومة من الخروج إلى السوق المالية من جديد .
ورغم أن هذا الأتفاق مازال غير نهائي في أنتظار مصادقة الصندوق النهائية في آخر ديسمبر القادم إلا أنّه مؤشر إيجابي يعطينا بعض الأمل للخروج من النفق الذي غرقت فيه منذ أن “أقبل البدر “عليها ذات شتاء قبل أحدى عشرة عاما لم تعرف خلالها البلاد إلا الأزمات المتتالية وسط صخب وتهليل مجموعات “الانتقال الديمقراطي “ثم جماعة “البناء الشاهق “في الوقت الذي يغرق فيه المواطن في جحيم الأسعار وغياب المواد الأساسية .
فهذا “الضوء”الذي يفتح أبواب الأمل هو في الحقيقة أمل مؤقت فهذا القرض الجديد لن يحل مشاكل تونس وأزمة الوقود التي عاشها التونسيون خاصة في تونس الكبرى ستتكرر حسب خبراء الطاقة كما سيتواصل غضب الشارع وأحتجاجات الفقراء المتواصلة في الحزام الشعبي للعاصمة التي لم تتوقف منذ أيام ومرجح أن تتواصل خاصة مع أمكانية “مراجعة “الدعم !
أن الأزمة التونسية متداخلة ومعقدة وهي حصيلة عشرية كاملة من سوء أدارة حركة النهضة وحلفائها وما تعيشه تونس اليوم هو حصيلة حكم الأخوان المسلمين في فرعهم التونسي ومن تحالف معهم من منصف المرزوقي إلى يوسف الشاهد الذين أغرقوا البلاد في تونس وأغتالوا آمال التونسيين في الحرية والكرامة فحكم قيس سعيد ليس إلا الحلقة الأخيرة في مسلسل السقوط الذي تعيشه البلاد وسط شعارات لبيع الوهم للبسطاء بدأت منذ أنهيار النظام السابق وصياغة سردية جديدة تجرّم الدولة الوطنية في عهدي بورقيبة وبن علي وأعتبارها سنوات الخراب كما سمّاها المرزوقي واليوم أصبح الوصول إلى أرقام 2010حلما بعيد المنال .
فقيس سعيد اليوم يواجه مخلّفات عشرية النهضة وحلفائها ولكن هذا لن يعفيه من تحمّل مسؤولية أنقاذ البلاد وأعادة الأمل للتونسيين بعيدا عن الشعارات وتجريم بناة الدولة الوطنية وخلق رأي عام من أجل وحدة وطنية صماء كما سمّاها بورقيبة رحمه اللّه .
فتونس اليوم لا تتحمّل مزيدا من الأنقسام والتونسيون لن تطعمهم الشعارات بعد عشرية من الأنهاك والتجويع .فهذا الشتاء كل المؤشرات تؤكد أنه سيكون ساخنا !