تونس – اونيفار نيوز كما كان متوقعا لم تتجاوز نسبة المشاركة في الدور الثاني من الانتخابات 11,3ولم تختلف عن نسبة الدور الأول وهو ما سيجعل من البرلمان القادم فاقدا للمشروعية الشعبية بسبب المقاطعة التلقائية للشارع التونسي وهي المقاطعة التي تمثّل رسالة مزدوجة إلى الطبقة السياسية التي تولت قيادة البلاد بعد سقوط نظام بن علي وإلى الرئيس قيس سعيد ومسار 25 جويلية الذي تمثّل الانتخابات تتويجا له .
فالشارع التونسي الغارق في معاناته اليومية بسبب أرتفاع الأسعار ونقص المواد لم يعد معنيا بالشأن العام وفاقدا للثقة في الطبقة السياسية التي تحتل الفضائيات والإذاعات لتكرر نفس الخطاب ونفس الوعود منذ عشر سنوات لم تعرف فيهم البلاد أنجازا واحدا في المستويين الاقتصادي والاجتماعي خاصة .
فالجزء الأكبر من التونسيين عبّروا بهذه المقاطعة التلقائية عن يأسهم من الطبقة السياسية من جهة وعن عدم أهتمامهم بمسار 25جويلية من جهة أخرى بعد أن عرف ترحيبا واسعا في البداية لأنهم أعتقدوا أنه سيقطع مع منظومة 14جانفي التي قادت البلاد إلى خراب حقيقي .
وإذا كانت معظم الأحزاب السياسية التي أنخرطت في مسار ما عرف ب”الأنتقال الديمقراطي “وتقاسمت الحكم مع حركة النهضة قد أندثرت ومن بقي منها لا يتعدى حضوره التصريحات والبيانات فإن التحدي الكبير اليوم يواجهه الرئيس قيس سعيد الذي فاز في الانتخابات بثلاثة ملايين صوت لكن الذين شاركوا في الانتخابات وهي مشروعه الشخصي سواء كأختيار أو كقانون أنتخابي لم يصل عددهم إلى تسعة آلاف ناخب وهو ما يعني عمليا أن ثلثي الذين أنتخبوا الرئيس ليسوا متحمسين للصيغة التي أختارها لتنفيذ مشروعه السياسي .
فالأنتخابات ونسبة الأقبال الضعيفة درس لابد من قراءته بدقة في ظل أزمة أقتصادية تنذر بالخطر وقد تضطر البلاد إلى الاستنجاد بنادي باريس .