تونس – اونيفار نيوز منذ أواخر شهر جانفي 2011 كان شعار الشعب يريد أسقاط النظام هو الشعار الأكثر تداولا وقد تواصل تبني هذا الشعار من النشطاء السياسيين من أسلاميين ويساريين وقوميين ونقابيين أيضا وأختار الرئيس قيس سعيد شعار حملته الانتخابية أستلهاما من هذا الشعار “الشعب يريد “.
وخلال أثنى عشرة عاما كان خلالها الشعب يعاني من تردي الخدمات وانهيار النظام التعليمي والصحي وتعطّل المشاريع رغم توفّر الاعتمادات وارتفاع الأسعار وانتشار الإرهاب والجريمة إلى الحد الذي أصبح فيه جزء كبير من الشارع التونسي يحن إلى زمن بن علي رغم ما أعترى سنواته الأخيرة من فساد وتغّول أصهار بن علي .
ففي الوقت الذي كان فيه التونسيون ينتظرون أصلاحات تغير حياتهم وتحقق لهم “الكرامة والحرية “تم تفكيك الدولة وأختطافها وأفلاسها وكل هذا المسار المحزن الذي كان ضد أرادة التونسيين وخلافا لأنتظاراتهم في الإصلاح تحت شعارات برّاقة دفع التونسيين إلى حالة من اليأس والأحتجاج الصامت وهو ما ترجمته نسبة الأقبال الضعيفة على الانتخابات.
فالشعب اليوم لا يريد …لا يريد أنتخابات بقدر ما يريد الدواء والحليب .
الشعب لا يريد …طبقة سياسية أثبتت فشلها في إدارة الدولة طيلة عشر سنوات .
الشعب لا يريد الأحزاب السياسية أولها النهضة ومن شاركها الحكم مهما حاولوا التنصّل من ذلك.
هذه هي رسائل 90 بالمائة من التونسيين الذين لهم حق الانتخاب وهذا ينطبق على الجميع وهو موقف عقابي للجميع و على الطبقة السياسية أن تقرأ الرسالة جيّدا وخاصة الأحزاب السياسية التي مازالت تتوهمّ أن لها شعبية في الشارع التونسي فقد قال الشعب كلمته في صمت .
و أقوى الرسائل هي الصامتة .