تونس – اونيفار نيوز تعددت الفضائيات التونسية لكنها تلتقي في نقطتين أساسيتين هما ترذيل الثقافة والترويج للفتنة بين الفنانين !
هذا أبرز أستنتاج يمكن ان نخرج به من متابعة الفضائيات التونسية طيلة عشر سنوات فخلال هذه العشرية لا نكاد نجد برنامجا ثقافيا واحدا جدير بالأهتمام وحتى البرامج التي نجحت نسبيا توقفت ولم تستمر ولم تبق ألا برامج الفتنة التي يهاجم فيها الفنانون بعضهم البعض لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة وتدعمت هذه الفضائيات التافهة بصفحات الفايس بوك والديجتال لخلق مشهد تلفزيوني غير مسبوق .
ففي زمن القناة الواحدة وحتى بعد أحداث القناة الثانية كانت البرامج الثقافية ركنا قارا في التلفزة التونسية وكان منتجوها من الكتاب يكفي ان نذكر محمد العوني ومصطفى عطية وٱدم فتحي وحسن بن عثمان وهشام بوقمرة ومحمد أحمد القابسي وسمير العيادي و عبد الحميد خريف رحمهما الله واليوم لا نجد كاتبا واحدا إذا أستثنينا عبد الحليم المسعودي الذي يحضر في القناة الاولى بتقطع !
فالفضائيات على كثرتها تعادي كل ماهو ثقافي وتقصي الكتاب والمبدعين وتحتفي بنجوم من ورق وتروج للفتنة فمعظم البرامج التي تقدمها الفضائيات بأسم التنشيط لا تختلف في شيء عن مجالس ” التقطيع والترييش ” وتغيب عنها أي فكرة جدية أو هاجس ثقافي أو فني حتى لا نقول فكري بل تمعن في أهانة المثقفين إن حصل وأن أستدعتهم يكفي ان نستحضر ما حصل للمرحوم محمد الطالبي وللشاعر منصف المزغني أكثر من مرة !
أننا نغرق في الحضيض واتذكر كلمة لشاعر تونسي سألته قبل سنوات عن رأيه في برامج التلفزة فقال لي أن عينيه ليستا مزبلة للرداءة !
وإذا كانت القنوات الخاصة خارج المحاسبة فإن مؤسسة التلفزة بقناتيها مطالبة بالعمل على تعديل المشهد البصري بتكثيف أنتاج البرامج الثقافية .