
تونس – اونيفار نيوز اعلنت إدارة دونالد ترامب عن تعيين الأمريكي ذي الأصول اللبنانية ” بيل بازي ” سفيرا لواشنطن بتونس .
ھذا الإعلان لا يمكن التعاطي معه بوصفه مجرد اجراء عادي و ذلك لعدة أسباب لم يقع التوقف عندھا في وسائل الإعلام عندنا .
أول ھذا الاسباب أن ھذا التعيين اعتمد فيه دونالد ترامب على ما يعرف في النظام السياسي الأمريكي لنظام ” السطو” الذي يمنح رئيس الدولة الحق في تعيين عدد من كبار الموظفين دون الخضوع إلى اجراءات التعيين العادية التي تخضع لما يسمى بنظام الكفاءة.
و اختيار ترامب اللجوء لھذا النظام لتعيين السفير الأمريكي الجديد في تونس اعتبرھ الملاحظون في واشنطن دليلا على الاھمية التي تمثلھا تونس في سياسات ترامب و أيضا على حرصه على تجنيب سفيره الجديد عوائق الموافقات الضرورية من عدة مؤسسات .
و الاھمية لا تعود إلى اعتبارات موضوعية فقط بل إلى أن ” بيل بازي ” ھو من المنتمين للحلقة الضيقة للرئيس دونالد ترامب لانه صديق مقرب من صھره “فارس بولوس ” .
و يضاف إلى ذلك أن ” بيل بازي ” لعب دورا مھما في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب خاصة في ولاية ميتشيغان التي ظلت متأرجحة إلى اخر لحظة و ساھم تأثير ” بيل بازي ” في الناخبين ذوي الأصول العربية في ترجيح كفة دونالد ترامب .
و سيرة حياة ” بيل بازي ” تعكس إلى حد كبير الصورة النمطية لنجاح ” الحلم الأمريكي ” و ھو الذي اضطرت عائلتھ للھجرة للولايات المتحدة الأمريكية و ھو في الثانية عشرة من العمر بعد أن دفعتھا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قريتھا بيت جبيل للنزوح ، في مرحلة أولى، إلى بيروت .
و الحديث عن عائلة “بيل بازي ” يدفع للتذكير بانھا عائلة تدين بالإسلام على المذھب الشيعي .
و مسيرة ” بيل بازي ” ثرية من الناحية المھنية و ھو الذي امضى احدى و عشرين عاما في سلاح مشاة البحرية و انتقل بعد ذلك للعمل في قطاعين يمثلان علامة فخر أمريكية و ھما قطاع الطيران من خلال مسيرة في شركة ” بوينغ” و قطاع السيارات من خلال عملھ في شركة ” فورد ” .
تجربة ” بيل بازي ” السياسية ترتبط بتوليھ رئاسة بلدية ” دياربوزن” بمدينة ديترويت من ولاية ميشيغان و بزيارات قام بها إلى عدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة و من بينھا تونس .ذلك أن ” بيل بازي ” زار تونس عدة مرات منذ 2011 و لھ شبكة علاقات واسعة في الأحزاب السياسية و رجال الأعمال و الجمعيات التي تستفيد من التمويل الأمريكي و في البرلمانات التي تعاقبت على تونس منذ 2011 إلى حد الآن.