تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
كان من المفروض أن يعلن الحبيب الجملي رئيس الحكومة المكلف عن الأحزاب المشاركة في حكومته يوم الثلاثاء ثم أعلن تأجيل إعلانها إلى الأربعاء ثم رحّل الإعلان إلى الأسبوع القادم الذي كان من المفروض أن يعلن خلاله عن تشكيلة الحكومة على ستعرض على مجلس نواب الشعب لنيل الثقة عشية أنتهاء مهلة الشهر الأول (13ديسمبر).
تأجيل الإعلان عن الأحزاب المشاركة في الحكومة تزامنت مع تسريبات عن رفض حركة الشعب المشاركة في الحكومة و تعليق حزب التيار للمحادثات في شأنها و هو ما يعني أن الحزبان غير معنيان بالحكومة و بالتالي سيتوجه الجملي لكتلة قلب تونس و الكرامة التي ترفض مبدئيا المشاركة في حكومة يشارك فيها قلب تونس.
نظريا ستحصل الحكومة الجديدة مهما كانت الأحزاب المشاركة فيها على النصاب و هو المقدر ب109 لكنها ستكون حكومة هشة و ضعيفة يمكن أن تسقط في أول أزمة و هو ما سيجعل النهضة في حالة أرتباك دائم إذ ستكون حكومتها مهددة بالسقوط و هو الأحتمال الأقرب في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحتجاجات الشعبية و تواصل الأنهيار الأقتصادي و حلول أجل سداد عديد الديون و “توريط” الشاهد للحكومة الجديدة في عديد الأتفاقيات النقابية الاي من شأنها تعميق الأزمة الأقتصادية و في حال عدم صرفها فسيكون الشارع و الإضرابات هي وجهة النقابيين.
حركة النهضة و رغم وجودها في رئاسة مجلس نواب الشعب لا تبدو مطمئنة و لا مرتاحة لوضعها ففوزها بالمرتبة الأولى يبدو أنه كان “ورطة” حقيقية فهي مطالبة بأن تحكم في مشهد سياسي مفكك و في مواجهة أزمة أقتصادية و أجتماعية تحتاج معجزة للخروج منها مع مشهد أقليمي مفتوح على كل الأحتمالات في ليبيا و الجزائر و المتوسط بشكل عام و قد يكون السيناريو الأفضل لحركة النهضة إعادة الأنتخابات لإنتاج مشهد سياسي جديد تختار فيه شريكا واحدا في الحكم يكون قويا أو تكتفي بمشاركة شرفية في الحكومة فقد غاب الباجي قايد السبسي الذي كان الواجهة التي تخفي حقيقة تغولها في مفاصل الدولة أما الآن فهي ستواجه غضب الشارع بلا واجهة.
فما هي حقيقة المخطط “ب” الذي يخفيه راشد الغنوشي في جيبه…!!؟؟