كتبت الدكتورة ألفة يوسف مديرة المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة تدوينة على صفحتها على الفايس بوك شخصت فيها وضع الجامعة التونسية اليوم و أعتبرت أن وضع الجامعة و الجامعيين مأسوي.
و هذا نص تدوينتها :
السن يجعلك شاهدا على العصر…
أتكلم عما أعرف أي الجامعة التونسية العمومية التي أشتغل بها منذ ثلاثين عاما بين تجربة تدريس و تأطير و إدارة…
سنة 1990 مثلا: الأستاذ يخشى أسئلة الطالب و مستواه الناتج عن سنوات دراسته، اليوم جل الطلبة ليس لهم أصلا مستوى…
سنة 1990 ، الأستاذ حتى في الاختصاصات التقنية و العلمية يحسن اللغات فضلا عن أساتذة اختصاص الإنسانيات، اليوم جل الأساتذة الجامعيين لا يحسنون كتابة نص باي لغة…
سنة 1990، الأستاذ يقوم بتحضير درس جديد كل سنتين، اليوم جل الاساتذة يرغبون في أن يمضوا حياتهم يكررون درسا واحدا…
سنة 1990، الغيابات نادرة في صفوف الطلبة و الأساتذة، اليوم، التغيب هو الشائع و الحضور نادر…
سنة 1990، تناقش بحوث قليلة و أطروحات دولة أقل، كل جلسة مناقشة مجال للتعلم و المعرفة و الفكر، هي دروس من طراز عال، اليوم، المناقشات تدوم ساعة او ساعتين و هي اقرب الى المسرحية العلمية منها الى العلم، لغة و منهجا و مضمونًا و أخلاقا…
سنة 1990، الجامعة التونسية تنشر علما و معرفة، اليوم، الجامعة التونسية هي وهم جامعة…
و الدليل مثلا أن هناك مؤسسات جامعية داخليةلا يؤمها أحد، و أقسم لكم أن هناك مثلا مؤسسة في أقسامها طالبان او ثلاثة، و لها عدد رهيب من العمال و الموظفين، و فيها تجهيزات بمئات الملايين في حين أن مؤسسات أخرى تدرس نفس الاختصاص لها عدد طلاب يفوق الأخرى بعشر مرات، و لها عُشُر عدد العمال، و لا تجهيزات كافية لها…هذا كله باسم التمييز الإيجابي الذي منطلقه أمراض نفسية لبعض من هم في السلطة…
طبعا نسيت أن أقول لكم ان راتبي سنة 1990 بالجنيه البريطاني (و أنا مساعدة) يفوق راتبي اليوم و انا أستاذة تعليم عال من اثنتي عشرة سنة…و هذا شبه منطقي، فزمنها كان الأساتذة و الطلبة نخبة، اليوم بلغنا ما هو ابعد من الحضيض بسبب اختيارات سياسية بدأت من أيام النظام السابق وتستمر الى اليوم بما هو ألعن و أَلْعَن…
الجامعة التونسية منهارة، و لا يغرنكم إصلاحات و لا تغييرات، الحل الجوهري لن تقدر عليه الايادي المرتعشة التي تحسب للانتخابات و إرضاء النقابات…الحل يلزمه رجال دولة و نساء دولة…
في انتظار ذلك، ها نحن نعاين السقوط…و الساكت عن الحق شيطان أخرس…