اصدرت مجموعة “كريزس قروب ” اليوم و بشكل متزامن في تونس و بروكسيل تقريرا حول توقعات المجموعة المعنية بدراسة و توقع الأزمات للاشهر القادمة في تونس.
انطلقت الدراسة من قراءة في ما أفرزته الإنتخابات الرئاسية و التشريعية الأخيرة من نتائج و انعكاساتها على الوضع السياسي و الإقتصادي.
توقفت الدراسة في هذا المستوى عند وصول قيس سعيد لرئاسة الجمهورية بوصفه تجسيدا لنزعة “سيادية ” قد تدفع نحو مواقف تصعيدية مع الخارج.
هذا التوجه يتغذى حسب “كريزس قروب ” من الغموض الإيديولوجي الذي يحيط بقيس سعيد الذي أحاط نفسه بحزام من اليساريين الشعبوويين و من رموز اليسار الإسلامي المتأثرين بالثورة الإيرانية و إذا ما أضيف إلى ذلك حنين قيس سعيد لمناخات اعتصامات القصبة الذي يجسده شعار “الشعب يريد ” و رفضه للنظام السياسي الحالي و تقاربه مع رموز حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و تشتت المشهد البرلماني و الصعود اللافت لائتلاف الكرامة وريث روابط حماية الثورة المنحلة أمكن توقع أن يستغل قيس سعيد هذه الأجواء للدفع نحو سياسات شعبوية تدفع نحو “التاميم ” و الضغط على المبادرة الخاصة خاصة و أن توجها مماثلا قد يرضي وقتيا الفئات التي تدفع حاليا ثمن الأزمة الإقتصادية التي يتوقع التقرير أنها ستتعمق لأن الصراعات السياسية ستمنع حكومة إلياس الفخفاخ من الشروع في القيام بإصلاحات حقيقية و ستفرض عليها أن تكتفي بإدارة يومية و دون رؤية مستقبلية إلى أن تجد نفسها مضطرة إلى رمي المنديل.
و يخلص التقرير إلى أن تونس مقبلة في الأشهر القادمة على أزمة حادة و عميقة.