-
تقارير المنظمات الدولية تؤكد غياب مكافحة جدية للإرهاب
-
لا رقيب على المساجد، المدارس الدينية، اتحاد علماء المسلمين و فروع الزيتونة التي تحولت إلى أرضية تمهد للدولة الدينية
قدم أمس والد الأرهابيين الذين قاما رفقة إرهابي ثالث بالعملية الإرهابية في مفترق خليج الملائكة شهادته. و اللافت في هذه الشهادة التي قدمها على موجات إذاعة جوهرة اف ام أن حياة الإرهابيين تغيرت فجأة بسبب الأشخاص الذين يختلطون بهم في المسجد و ذكر انه أصبح يتردد على المسجد لمراقبتهما و اكتشف أنهما تحت تأثير أحد المرابطين في المسجد و هو الإرهابي الثالث الذي قام بتأطيرهما و قتل معهما في نفس العملية و ذكر انه طلب منه أكثر من مرة الإبتعاد عن ابنيه.
شهادة الأب و مهما كانت حقيقة انتمائه او دوره و الأسئلة الخطيرة التيتطرحها حول الأب هذا الأب بالذات تؤكد جملة من المعطيات من المفروض أن تضعها الأجهزة الأمنية في الاعتبار وهي اولا الدور الخطير الذي تلعبه المساجد في “تكوين” الأرهابيين إذ تحول عدد كبير من هذه المساجد إلى “مدارس” لتكوين الأرهابيين و غسل الادمغة و ذلك نتيجة غياب المراقبة بل ان جهاز المراقبة نفسه من مرشدين دينيين و وعاظ و معتمدو شؤون دينية يسيطر عليه منذ 2011 حزب معروف بالتشدد و بالتالي فإن الرقابة في هذه الحال تصبح بلا معنى و نتذكر وزير الشؤون الدينية في سنة 2012 و 2013 نور الدين الخادمي الذي كان إماما لجامع الفتح و هو من كبار الدعاة إلى تجنيد الشبان التونسيين في سوريا وقد تحولت المساجد في عهده إلى مدارس فعلية لتكوين الأرهابيين ويتواصل الحال إلى اليوم رغم كل محاولات التسويق السيطرة على المساجد فما زالت المساجد في كامل البلاد تحت هيمنة مطلقة لحركة النهضة وحزب التحرير واضيف إليهما أئتلاف الكرامة وهي قوى سياسية تستعمل الدين كاصل تجاري و سياسي.
الحقيقة الثانية التي كشفتها شهادة والد الأرهابيين هي قدرة منظرو الأرهاب على غسل الادمغة والتأطير السريع للقتلة فحسب شهادة الوالد فإن التغيير في سلوك الأرهابيين تم بسرعة لم تتجاوز الشهر تقريبا وهي فترة على قصرها كانت كافية لتحويلهما من شابين مقبلين على الحياة إلى قاتلين.
اما الحقيقة الثالثة فتتعلق بما كان يردد من أن الفقر هو سبب الأرهاب فالارهابيين ينتميان إلى أسرة تعيش في مستوى مالي محترم جدا ولم تكن تشكو الحرمان ولا الحاجة و ربما يكون منبع اثراء عائلة الارهابين تدفق مال الجمعيات الخيرية في السنوات الأخيرة…! و مع ذلك اختار الشقيقان طريق الأرهاب و القتل.
و الحقيقة الرابعة التي تحتاج إلى إرادة فعلية حقيقية هي أن هناك منظومة متكاملة لثقافة الأرهاب ظهرت للعلن بداية من 2011 و تولي الأسلام السياسي قيادة البلاد إلى الهاوية وتحويلها إلى مختبر للإرهاب فكل تقارير المنظمات الدولية بما فيها الاتحاد الأوروبي تؤكد انه لا توجد جدية في مكافحة الإرهاب لذلك لم يتم تجفيف منابعه وتتحمل المؤسسة الأمنية والعسكرية لوحدهما مخاطر الأرهاب و تقدم الشهداء و الجرحى في غياب الارادة السياسية و استنفار طابور ما يسمى ب”حقوق الأنسان” كلما طالب حزب سياسي بضرورة تجفيف منابع الأرهاب من مدارس دينية و ما يسمى باتحاد علماء المسلمين وما يسمى بفروع جامع الزيتونة و غيرها فكل مسارات موازية للتعليم الرسمي لا رقيب عليها ومهمتها هي تهيئة الأرضية لإعلان الدولة الدينية على غرار باكستان و افغانستان و السودان في عهد البشير الذي أطاح به العسكر.
هذه هي الدروس التي على الحكومة أستخلاصها من عملية اكودة الإرهابية.