نشر أحمد نجيب الشابي المعارض البارز لنظام بن علي منذ قليل على صفحته الخاصة رثاءا لبن علي هذا ما جاء فيه:
“عارضتك بشجاعة و شرف طيلة حكمك، من اجل احترام حقوق الانسان و إصلاح النظام السياسي و اشراك النخب في رسم الاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد.
و اليوم بنفس الشجاعة و الشرف، اشهد، رغما عن الخلافات، أنك خدمت بلادك بإخلاص و تفان فأنقذت اقتصادها من الإفلاس الذي شارفت عليه سنة 1986 و طورت قطاعات وليدة اضحت اليوم، بفضل فطنتك و نصحك، قاطرة الاقتصاد الوطني (الصناعات الميكانيكية و الكهربائية) و ملكت الريادة في اصلاح هياكل الاقتصاد و تحديثه، و هيأته للانفتاح على الاقتصاد العالمي فارتفع الدخل الفردي للمواطن عدة مرات و حافظت على المقدرة الشرائية للاجراء و كبحت التضخم و حاصرت البطالة و قاومت الفقر و مددت يد العون للمعوزين في “مناطق الظل”، و اصلحت التعليم و جعلته اجباريا حتى سن السادسة عشر، ففتحت أبواب الجامعات في وجه أبناء الطبقات الشعبية و لئن تراجع الكيف، و وطدت اللغة الوطنية في المدرسة و الادارة.
وذدت عن مناعة البلاد و وقفت بشدة في وجه الاختراقات الخارجية و صالحت الدولة مع هوية البلاد و مع محيطها الإقليمي، و حافظت على توازنات الاقتصاد الكلي حتى أضحت سنة 2010 سنة مرجعية لكل من خلفك في الحكم و فشل جميعهم في الارتقاء الى مستواها حتى اليوم.
لقد كنت أحسن خلف لسلفك: حافظت على حقوق المرأة و على مبادئ الدبلوماسية التونسية و ضللت ثابتا على استراتيجية دولة الاستقلال في كل المجالات.
لم يحالفك النجاح في كل ما بادرت به و تراكمت الأخطاء، بسبب الاستبداد، حتى أدت الى الانفجار و الثورة و لكن الكمال لله.
بنفس الشجاعة التي عارضتك بها طيلة عقدين من الزمن، انحني اليوم أمام روحك و أشهد أنك كنت وطنيا مخلصا، صرفت العمر في خدمة تونس لا غير.
عفا الله عن سيئاتك و جازاك عن حسناتك، و نم هانئا في مثواك الأخير و لسوف ينصفك التاريخ بعد ان تنقشع الشعوذة و الكراهية و التعصب على حساب العقل و الوطن.
و إنا لله و إنا اليه راجعون.
أحمد نجيب الشابي”