يجر أحمد نجيب الشابي خلفه مسيرة سياسية تقارب الستين عاما لم يحقق فيها إنجازا واحدا. تتالت خسائر الرجل الذي يخفي وراء المبدئية الظاهرة توجها انتهازيا مقيتا جعله ينتقل من تجربة أيديولوجية إلى أخرى بداعي الإستفادة من المستجدات في حين أنه يبحث عن أقصر الطرق للسلطة. ظل نجيب الشابي وفيا لطموحه و تمحوره حول ذاته بما جعله يرفض أي صوت مغاير في ” الدكاكين الحزبية ” التي أسسها و تخلى عنها و لكنه لم يتخل منذ ان أسس في ثمانينات القرن الماضي ” التجمع الإشتراكي التقدمي” عن مهمة قام بها على أحسن وجه و هي خدمة الإسلام السياسي و راشد الغنوشي تحديدا.
أطلق المتابعون للشأن السياسي في فترة ما على نجيب الشابي اسم ” نجيب الله” في إشارة إلى أنه بالغ في التمسح على عتبات حركة النهضة. نجيب الشابي قدم خدمة لا تقدر بثمن من خلال إدماج النهضويين في حزب ” الحزب الديمقراطي التقدمي ” الذي أسسه سنة 2002 ليقوم من خلاله بعملية تبييض القيادات النهضوية التي لم تؤمن يوما بالتقدم أو بالديمقراطية. لولا 18 أكتوبر 2005 الذي كان نجيب الشابي و بعض السفارات وراء تشكيله لما عادت حركة النهضة إلى المشهد السياسي خاصة و ان هذا التحالف أخفى رفضها للنموذج المجتمعي التونسي.
حركة النهضة تنكرت بعد 14 جانفي 2011 لنجيب الشابي بأن فضلت ان تدفع ، استجابة لطلب فرنسي و مغربي ، المنصف المرزوقي إلى قصر قرطاج و هو ما جعل أحمد نجيب الشابي ” يعارضها” لفترة و يتقرب بواسطة صديقه عبد الرحيم الزواري من ” الدساترة” و يشيد في هذا الإطار بالرئيس زين العابدين بن علي. و لكن بما ان الحب هو للحبيب الأول يعود أحمد نجيب الشابي منذ 25 جويلية الفارط لمغازلة حركة النهضة و يضع نفسه في الصفوف الأولى للدفاع عنها و يشكل في هذا الإطار لجنة الإنقاذ الوطني التي لم تجمع إلا ” النطيحة و المتردية و ما ترك السبع ” من أسماء تجمع بين الانتهازية السياسية و التقلب في المواقف و هو ما يجعل ما يقوم به أقرب إلى رحي الماء أو حراثة البحر.
مراد بن سليمان