مجزرة الرابطة او الرابطة “قايت” واحدة من ضمن تداعيات ربيع “البدر” و انصاره الذين اطلوا علينا يوما من خلف البحار و حكموا و تحكموا و عزلوا و عينوا ابناءهم بمعيار طول اللحية و بطاقة السوابق فبقدر سوادها تؤتى العزائم و كلمة السر “اعطه من غنائم ثورة 2011”.
و لعلنا اليوم دخلنا موسم حصاد الجهل من بابه الكبير الذي تزامن مع موسم افساد الذمم فتعفن كل شيء و ختم المشهد بالمنطق القطاعي الذي هيمن بعد الثورة و وقف سدا يحمي الجهلة و الفاسدين و يمنع أي محاسبة او إصلاح و ما خفي كان اعظم فطبقا لمصادر وصفها “عبد العزيز القطي” عن نداء تونس بالمؤكدة تشير إلى موت 17 رضيعا حتى الآن و إلى تواجد 90 آخرين في العناية المركزة بين الحياة والموت فضلا على حالة خوف و ذعر و انهيار عصبي اصابت العديد من الحوامل اللاتي غادرن “مستشفى الرعب”.
لكن هل هذا الفصل الاجرامي الوحيد الذي عاشه التونسيين ؟ الأكيد ان مسؤولي و سياسي و أحزاب “الغلبة” يعولون كثيرا على “الزهايمر” الذي يصيب التونسيين بعد ان طبعوه مع جرائمهم و انتهاكاتهم مثلما عودوه على الإرهاب و قطع الرؤوس و وعيد نصب المشانق.
فمنذ زمن غير بعيد عشنا على وقع اللوالب الفاسدة و البنج القاتل و الأغذية السامة و الرضع الذين ماتوا في مستشفى القصرين تنتهي كلها بنفس الطريقة فتح تحقيق و لجنة و يبقى الم الموؤدين دون ذنب ينتظر عدالة السماء بعد ان جرت علينا سنة قابيل و هابيل.
اليوم و امام هول الكارثة القومية و المجزرة تتسرب لينا تكييفات جوفاء و عقيمة لتشير و ان الامر لا يعدو ان يكون تعفن استشفائي لم يتدارك في الحين و الحال و ان الامر جريمة تامة امام الضمير و الأخلاق و القانون ادلتها متظافرة و قوية و قد لا تقبل الدحض باثبات العكس و ليس في الامر تهويل للفساد بوزارته كما ادعى وزير الصحة المستقيل .
فتقرير دائرة المحاسبات أشار بالاصبع إلى عينة من الفساد المستشري في مستشفى عزيزة عثمانة مثلما كان قد كشف اختفاء 380 مليار من ميزانية تونس في 2011 و قد اكد التقرير أن المستشفى يفتقر المستشفى إلى طبيب اختصاص حفظ صحة يتولى السهر على وضع برامج حفظ الصحة و الإشراف على تنفيذها و ذلك رغم توصية اللجنة الطبية في الغرض منذ سنة 2014.
و لم يتول المستشفى كذلك بعث لجنة حفظ الصحّة و مقاومة التعفّنات الاستشفائيّة المنصوص عليها بمنشور وزير الصحة عدد 11 المؤرخ في 25 جانفي 1990 بالرغم من دورها الهام في ضبط برامج العمل و الوقوف على الإشكاليات و اقتراح الحلول.
كما لم يتوفر بالمستشفى خلال الفترة 2012-2016 سوى تقني وحيد عهد إليه مراقبة نظافة المحيط الاستشفائي و رفع العيّنات بصفة دورية لتحليل درجات التعفّن و مراقبة نوعية تعقيم المستلزمات الطبّية و الجراحية و تفقد المطبخ و إعداد تقارير النشاط.
و أضاف ان نقص أعوان التنظيف ساهم في تدني مستوى حفظ الصحة و التأثير سلبا على ظروف العلاج و الإقامة كما هو الشأن بالنسبة إلى وحدة الاستعجالي بقسم أمراض الدم التي تفتقر لعون تنظيف رغم أن المرضى الوافدين عليها عادة ما يكونون في وضعية صحية هشّة تستلزم إيلاء جانب حفظ الصحة الأهمية اللازمة.
و قد سجلت الوحدة بالفعل تعفّنات وفقا للسجل الطبي للاستعجالي على غرار ما حصل بتاريخي 19 و 20 أوت 2013.
و لئن أفاد المستشفى بتخصيص عون تنظيف فإن معطيات إدارة الموارد البشرية و مراسلات رئيسة القسم تفنّد ذلك.
و ذكر في سياق متصل انه تم تسجيل خلال سنتي 2012 و 2013 بمستشفى عزيزة عثمانة تعفّنات بقسم أمراض الدم ساهمت حسب تقرير التفقد المنجز من طرف الوزارة بتاريخ 23 ديسمبر 2013 في وفاة 105 مرضى و أدت إلى غلق الوحدات المعزولة بغرض صيانتها و تفادي النقائص المسجلة.
و تبعا لذلك تم إيواء المرضى المعزولين بفضاءات أخرى بنفس القسم لا تتوفر على نفس خصائص الوحدة المعزولة كأنظمة معالجة الهواء مما أدى إلى تسجيل وفيات جديدة بين المقيمين منهم من كانت حالته الصحية في تحسن قبل الوفاة. و سجل نفس القسم خلال سنة 2015 حالات إصابة 4 مريضات بأمراض بالجهاز التنفسي بعد تلقيهن العلاج نتيجة عدم نقاوة الهواء.
في نفس الإطار أكد رئيس المنظمة التونسية للاطباء الشبان جاد الهنشيري في تصريح إعلامي حيث اتهم السلط بارتكاب جريمة قتل في حق 11 رضيعا و أضاف و انه سبق و ان أعلمنا وزارة الصحة بوجود عديد الوسائط التي يمكن أن تؤدي لكارثة و قُدمت للوزارة أدلة على وجود صفقات فساد في بعض المنتوجات الصحية… هنا يصبح إهمالا و قتل عبر عدم مساعدة شخص في حالة إحتياج.
و لفت جاد الهنشيري النظر إلى انهم و منذ فترة ينبهون من حدوث كارثة و مصائب في قطاع الصحة، وفق تعبيره و اتهم “المسؤولين بالإستهتار التام و محاولة المغالطة و التزوير و تقديم صورة وردية للواقع”، معبرا عن أسفه بأن الإستفاقة لا تكون إلا إثر الكارثة.
يذكر و انه وراء بكائيات الأحزاب و بيانات التنديد و الشجب الحملة الانتخابية على اشدها و توزيع بطاقات الانخراطات متواصلة انها “تماسيح تبكي و تفترس”.
في الوقت الذي تئن فيه نفوس من فقدن أبنائهم بمستشفى بوزارة اللاصحة و قد لا تمكنهم الحياة فرصة أخرى ان يعانقوا حلمهم بطفل و لنا في بعض الأمثلة عبرة منها عائلة “البقلوطي” التي تعبت من اجل أن ترزق بطفل إذ استمرت رحلة العلاج مدة ثماني سنوات لكنها لم تثمر اية نتيجة رغم كم المصاريف و الديون الي اثقلت كاهل الزوجين بسبب غلاء الأدوية و رغم ذلك تحملا ذلك املين في أن يرى حلمهما النور و يوم تحقق الموعود كانت فرحتهما لا توصف بالحمل و انتظرا بفارغ الصبر او ان الولادة و عندما داهم الزوجة المخاض توجهت إلى مسشفى وسيلة بورقيبة للولادة و ذلك يوم الجمعة و تمت الولادة بنجاج انجبت مولودة أطلقت عليها اسم “نور” قبلتها و عانقتها و كانت تلك القبلة الأولى و الأخيرة لأنه تم إعلامها في نفس اليوم أنها توفيت مما تسبب للام في صدمة نفسية حادة لان الإعلام بالخبر كان يفتقد لكل معاني الإنسانية و حدث و لاحرج على التسليم و مع ذلك احد القياديين بحركة النهضة اعتبرها عثرة عادية تقع عند الانتقال الديمقراطي..؟؟؟
أسماء و هاجر
