![المهاجرون غير الشرعيون ورحلة مطاردة الوهم : التشرد... الادمان... في انتظار الترحيل القسري ! 1](https://ar.universnews.tn/wp-content/uploads/2023/06/المهاجرون-غير-الشرعيون-ورحلة-مطاردة-الوهم-1024x576.jpg)
بروكسال – أونيفار نيوز من مبعوثنا الخاص نورالدين بالطيب في محيط محطة القطارات في قلب مدينة بروكسال يصبح الدخول إلى المحطة صعبا ومحفوفا بالمخاطر رغم الحملات الأمنية إذ يتكدس المهاجرون أمام بابها وفي ساحتها في حالة أقرب إلى الغيبوبة بسبب المخدرات و”الحرابش ” !
لا تسمع إلا اللهجة التونسية لشبان وكهول وأطفال ( أقل من عشرين سنة ) ألقت بهم رياح الوهم على شاطئ لمبدوزا لينتشروا في أوروبا يطاردون السراب .
معظم هؤلاء المهاجرين من تونس والجزائر لا يملكون أي لغة ولا حرفة يدوية ولا ثقافة تمكنهم من الأندماج في المجتمع الجديد يعيشون على ما تقدمهم الجمعيات الخيرية من طعام ينامون أمام محطة القطارات وفي الانهج الخلفية ويصطادون المنازل الشاغرة فيقتحمونها ليناموا فيها ليلة أو ليلتين قبل أن يتفطن الجيران ويطلبون الأمن فيتم اعتقالهم ليوم أو يومين ليستأنفوا رحلة البحث عن مأوى ! قصص مجموعة لفتيات تونسيات بل سيدات منهن من تركن أطفالهن في تونس بحثا عن “الجنة “فيسقطن في الدعارة والأدمان .
القصص التي تسمعها من هؤلاء أو عنهم تؤكد حجم الفجيعة والهاوية التي سقط فيها المجتمع التونسي فإذا كان عدد من هؤلاء المهاجرين أضطر إلى “الحرقة “فإن البعض الأخر ترك عمله ومهنته في تونس ليطارد وهم الثروة في أوروبا دون أن يدرك أن الحياة في أوروبا أصبحت قاسية حتى على الأوروبيين أنفسهم وعدد كبير من المتقاعدين أختاروا الاستقرار في تونس والمغرب لأن تكلفة العيش أقل !
*مأساة أنسانية ما يعمق مأساة هؤلاء هي تشدد القوانين الأوروبية ففي بلجيكيا يمنع القانون التكفل بهؤلاء فالعائلة التي تريد التكفل بمهاجر تتعرض إلى عقوبات وكذلك من يشغل من لا يملك أوراق أقامة والمثير أن حتى الأطفال دون سن الرشد الذين يصلون إلى أوروبا يهربون من مراكز التأهيل والتكوين المهني !
ومع القانون الجديد الذي سيناقشه الاتحاد الأوروبي لن يكون أمام هؤلاء أي حل إلا العودة إلى تونس بعد سنوات من التشرد وبعد أن دفعوا الملايين بعضها بقروض لتجار البشر !
إن ما يحدث في شوارع أوروبا هو ترجمة لخيرات أوروبا الخاطئة في التعامل مع جنوب المتوسط سواء في أفريقيا أو المغرب العربي .
فبعد أن أستنزفت أوروبا خيرات مستعمراتها القديمة تكتفي بتوزيع وعود التنمية وتتعامل مع المهاجرين الذين ساهم أجدادهم وآبائهم أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وتم توطينهم في أحياء أشبه إلى “القيتو”فنشأ أولادهم على معاداة أوروبا وتحولت هذه الأحياء إلى أكبر “مصنع “لانتاج الفكر المتطرف الذي أحترقت به أوروبا وسيكون أكبر تحدي أمام حكوماتها مستقبلا هو تفكيك منظومة الأخوان المسلمين التي تسيطر على قطاع تجارة اللحوم والمطاعم والمقاهي الحلال والمواد الاستهلاكية والمقاولات!
فمن يزرع الرياح يجني العواصف !